يدور الكثير من الحديث عن مجريات الأحداث في اليمن، ولا سيما فيما يتعلق بالجنوب العربي الذي دخل في وحدة مع الجمهورية العربية اليمنية. كانت الدولتان تسميان آنذاك قبل الوحدة الجمهورية العربية اليمنية والأخرى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
وكان لكل دولة مقعدٌ في الأمم المتحدة وتمثيلٌ دبلوماسيٌ في كافة الدول، كما كانتا طرفاً في الاتفاقيات الدولية. لكن كثيراً ما يتم الخلط المتعمد – وأكرر: خلط متعمد ومع سبق الإصرار والترصد – بين مصطلحي “انفصال” و “فك ارتباط”. ورغم أني كثيراً ما كررت وشرحت الفرق بين المصطلحين، إلا أن العديد، بل الكثير، ممن يزعجهم متابعتي للملف الجنوبي يضللون المتابعين بكلمة “انفصال” ويكررونها مليون مرة.
ومع ذلك لا يضيرني ذلك، بل على العكس يؤكد ما أذهب إليه بأحقية الشعب الجنوبي في فك الارتباط؛ لأن الفرق بين الانفصال وفك الارتباط هو أن الانفصال يكون بين جزء من دولة كما حدث بمطالبة إقليم كاتالونيا في برشلونة بالانفصال عن إسبانيا، أو تيمور الشرقية عن إندونيسيا.
أما فيما يتعلق بالملف الجنوبي فهو فك ارتباط بين دولتين، حيث نقض اليمن الشمالي كل ما اتفق عليه مع الجنوب، بل زاد على ذلك بغزو الجنوب عسكرياً عام 1994، مما أنهى أي اتفاق. لذلك طالب علي سالم البيض رسمياً بفك الارتباط مع الشمال. اليوم المجتمع الدولي أمام حقيقة تتنازعها المصالح التي يُفترض أن تنحاز لمصلحة الشعب الجنوبي، ودعم ما يطالب به بفك الارتباط وإرجاع الحق لأصحابه الشرعيين؛ لأنه لا وحدة بالقوة العسكرية الجبرية التي رفضها مؤتمر أبها. وعلى دول الخليج أن تصغي للصوت الجنوبي وتعترف بدولة الجنوب اليوم قبل الغد؛ فوجود دولة جنوبية قوية سيكون إضافةً لقوة دول الخليج.
وأي تأخير لأي سبب كان في حسم قرار عودة دولة الجنوب لن يكون في صالح دول الخليج، لا سيما عندما يحسم الشعب الجنوبي أمره ويصدر قرار عودة دولته من ساحات الميادين المشتعلة منذ أكثر من أسبوع، كما يطالب بذلك العديد من الزعامات الجنوبية. _السؤال:_ هل تستوعب دول الخليج هذه الحقيقة وتحسم قرارها أم سيحسمه الجنوبيون من الساحات؟! هذا ما أمله!