استطلاع مريم بارحمة
في مشهد وطني مؤثر، تحتضن ساحة العروض بخور مكسر اعتصامًا مفتوحًا تشارك فيه حرائر الجنوب، تحت شعار "إعلان دولة الجنوب العربي من أجل العروبة ومكافحة الإرهاب". الحضور النسوي لم يكن مجرد مشاركة رمزية، بل تجسيدًا حقيقيًا لدور المرأة الجنوبية كشريك أصيل في مسيرة التحرر الوطني، وحارس للهوية، ورافعة مجتمعية في مواجهة التطرف والإرهاب.
ويأتي هذا الاعتصام تأكيدًا على اصطفاف الشارع الجنوبي، نساءً ورجالًا، خلف المجلس الانتقالي الجنوبي، الممثل الشرعي لقضية الجنوب، بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، على الثوابت الوطنية المتمثلة في استعادة الدولة كاملة السيادة، وبناء دولة مؤسسات وقانون، وترسيخ العروبة وحماية الأمن القومي العربي.
في هذا الاستطلاع نرصد دوافع المشاركة، وفهم دلالات الشعار، وتسليط الضوء على أدوار المرأة الجنوبية في مكافحة الإرهاب، ونقل الرسائل السياسية والوطنية، واستشراف دور الأجيال القادمة في حماية الهوية الجنوبية والعربية.
-الدوافع والمشاركة
البداية كانت مع د. رجاء محمد مقبل – أستاذ مشارك بكلية الآداب، تقول: "مشاركتي نابعة من قناعة راسخة بعدالة قضية شعب الجنوب، وإيماني بأن المرحلة تتطلب حضورًا فاعلًا لكل امرأة جنوبية وتوحيد الصفوف. هذا الاعتصام يمثل موقفًا وطنيًا صريحًا لتجديد العهد على مواصلة النضال حتى تحرير الجنوب واستعادة دولته كاملة السيادة. على المستوى الشخصي هو وفاء لتضحيات الشهداء، ووطنيًا رسالة واضحة بأن المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي هو الممثل الحقيقي لإرادة شعب الجنوب، ولن نحيد عن هذا الهدف مهما كانت التحديات".
-دور وطني كبير
وتحدثت الأستاذة نسرين كرد، ناشطة سياسية قائلة: المرأة الجنوبية شريك أساسي في مسيرة النضال، واليوم يقع على عاتقها دور وطني كبير في ترسيخ الوعي وحماية الهوية ودعم المشروع الوطني الجنوبي. نحن لا نشارك من باب الحضور الرمزي، بل من موقع الفعل والتأثير. تاريخ المرأة الجنوبية زاخر بالدور في المجتمع والتعليم والسياسة، وهي حاضرة دائما في ساحات الاعتصام والأمن والمجتمع. المرحلة الراهنة تتطلب دور المرأة في بناء شعب واعٍ ومتحضر، وهي تحمل تاريخ الشرفاء في جنوبنا الحبيب".
- جوهر هويتنا الجنوبية العربية
وتوضح تتحدث الأستاذة نهوند جمن، رئيسة دائرة تنمية المرأة بصندوق النظافة وتحسين المدينة، ماذا يعني شعار الاعتصام "إعلان دولة الجنوب العربي لحماية العروبة ومكافحة الإرهاب" بقولها: "هذا الشعار يعكس جوهر هويتنا الجنوبية العربية، ويؤكد تمسكنا بانتمائنا القومي بعيدًا عن محاولات الطمس والتشويه. إعلان دولة الجنوب العربي هو استعادة للتاريخ والهوية والسيادة، وتعبير عن إرادة شعب قرر أن يكون حرًا في دولته المستقلة".
-الجنوب وحماية العروبة
بدورها د. سلمى عمر بازريع، رئيس لجنة الصحة والبيئة، تتحدث عن العلاقة بين قيام دولة الجنوب وحماية العروبة قائلة :"الجنوب العربي يمتلك عمقًا تاريخيًا وانتماء عربيًا، وقد لعب دورًا في دعم القضايا العربية مثل الثورة الفلسطينية، كما شاركت قواته في الدفاع عن الأمة العربية. قيام دولة الجنوب العربي يعزز الاستقرار الإقليمي ويحد من تنامي التنظيمات الإرهابية، ويخدم الأمن القومي العربي. دولة الجنوب ستكون دولة مؤسسات وقانون، تحمي العروبة من مشاريع الفوضى والتطرف".
-المرأة ومكافحة الإرهاب
بينما الاستاذة ليندا علي اليافعي – رئيس قسم المرأة والطفل بالمعلا، تتحدث عن الدور الذي يمكن أن تلعبه المرأة الجنوبية في مكافحة الإرهاب فكريًا ومجتمعيًا، قائلة:" المرأة الجنوبية تلعب دورًا محوريًا في تحصين المجتمع من الفكر المتطرف. فهي الحاضنة الأولى للفكر داخل الأسرة، ووسيلة لبناء وعي الأجيال. كما تسهم اجتماعيًا في رصد التطرف المبكر، وإعلاميًا وتوعويًا عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل، وثقافيًا في تعزيز الهوية والانتماء الوطني، وتدعم الاستقرار والسلام من خلال العمل المدني والمبادرات المجتمعية. المرأة الجنوبية ليست ضحية الإرهاب فحسب، بل خط الدفاع الأول ضده".
-الجنوب وخط الدفاع الأول ضد الإرهاب
وتتحدث الأستاذة ابتسام أحمد الشبوطي، مدير إدارة تنمية المرأة بالشيخ عثمان، عن دور الجنوب العربي في مواجهة الإرهاب؟ قائلة: " الجنوب العربي هو خط الدفاع الأول في مواجهة الإرهاب. أثبتت القوات الجنوبية تضحياتها في محاربة التنظيمات الإرهابية، ومع وجود قيادة سياسية موحدة ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي وإرادة شعبية داعمة، أصبح الجنوب نموذجًا في مكافحة الإرهاب وحماية الاستقرار الإقليمي. يشمل ذلك الرصد الاستخباراتي، والتدخل السريع، وتعزيز الأمن المجتمعي من خلال التعاون مع المواطنين".
-رسائل للعالم
بدورها التربوية الأستاذة عواطف عبدالقادر قاسم اليافعي، رئيس قسم التعليم التعويضي ، تتحدث عن الرسائل الوطنية والسياسية التي توجهها نساء الجنوب إلى العالم العربي والإقليمي والدولي، قائلة:" قضية شعب الجنوب قضية تحرر وطني، والمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي هو الممثل الشرعي لإرادة شعب الجنوب. نطالب العالم باحترام حقنا في تقرير مصيرنا ودعم خيار الاستقلال واستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة".
-صوت المرأة
بينما الأستاذة وفاء جازم سعيد عبدالله، رئيس نقابة المعلمين التربويين الجنوبيين بالشيخ عثمان، تتحدث عن صوت المرأة الجنوبية وتأثيره في القرار السياسي، قائلة: " صوت المرأة الجنوبية أصبح أكثر حضورًا وتأثيرًا في المشهد الوطني والسياسي، وهي شريك فاعل في صناعة القرار، رغم التحديات الاجتماعية والسياسية وضعف التمثيل في المواقع القيادية. المرحلة القادمة تتطلب تمكينًا أوسع للمرأة وإشراكها الحقيقي في العملية السياسية".
-الصمود والتضحيات
وترى الأستاذة نادرة مصطفى حنبلة، ناشطة وتربوية متقاعدة، أن المرأة الجنوبية كانت ولا تزال ركيزة أساسية في مسيرة النضال الوطني، بحضور سياسي فاعل وموقف ثابت رافض لكل أشكال الاحتلال أو المساس بالوطن والهوية. وتؤكد أن دور المرأة لم يقتصر على الجوانب التقليدية، بل شاركت في المقاومة المباشرة دفاعًا عن الأرض والكرامة، وقدّمت نماذج نضالية خالدة من مختلف مناطق الجنوب، أسهمت في ترسيخ حضورها في معادلة النضال. وتضيف أن نضال المرأة الجنوبية امتد إلى مسارات بناء الدولة، من خلال الإسهام في التنمية الاجتماعية والمشاركة في الجوانب الاقتصادية والعسكرية، ما غيّر الصورة النمطية وأثبت قدرتها على التواجد الفاعل في مختلف المجالات، مؤكدة أن الجنوب العربي بنسائه قوة لا يُستهان بها، فالمرأة الجنوبية هي الأم والمناضلة وأم الشهيد، وحاملة قيم الصمود ورفض الظلم والاضطهاد.
-حماية الهوية الجنوبية والعربية
بينما الأستاذة إلهام رجب، مديرة مدرسة متقاعدة وناشطة مجتمعية، توضح دور الأجيال القادمة من الفتيات في حماية الهوية الجنوبية والعربية، قائلة: "الأجيال القادمة ستستمر في الحفاظ على الهوية الجنوبية العربية، وغرس قيم الانتماء الوطني وحب الجنوب. التعليم يجب أن يكون قاعدة لتعزيز هذه الهوية، وإعادة النظر في المناهج التعليمية ضروري لإعادة بناء وعي طلابنا بتاريخ الجنوب وإنجازاته، لتكون الفتيات حارسات للهوية وصانعات لمستقبل دولة الجنوب العربي المستقلة".
#دوله_الجنوب_العربي